.. الطابور الصباحي ..!!

..

..

اليوم أصبحت أباً . نعم أب . صحبت أبناء أختي إلى مدرستهم القريبة من البيت
والدهم مسافر إلى الأمارات من سبعة أيام والصغير منهم تغيب يوم الأربعاء الفائت
لكن شقيقة الأكبر درس ذلك اليوم . وبعودته أحضر معه ورقة من المرشد الطلابي
مفادها أن أبنكم ( فلان بن فلان ) كثير الغياب . سبق و أشعرناكم بذلك وطلبنا حضور والده
لكن لا حياة لمن تنادي .. ولدكم ذكي سريع الفهم رغم غيابه متميزا بين زملائه من الطلبة
بعد شكوى والدته من كثرة مشاغل والدهم وتطنيشه أحيانا
لملاحظات المرشدين والمدرسين حول غياب محمد
وبعد قراءتي للورقة المُرسلة من المرشد الطلابي خطرت في بالي فكره وقلت لما لا أرافقه
صباح اليوم ( السبت ) فأنا مشتاق لتمثيل هذا الدور ومعايشة تفاصيله وكأني أب
طبعا لستُ أباً عاديا فمواصفات الطالب المتغيب ليست عادية
الولد من كلامهم عنه ذكي وشاطر ويشرفني أن أكون مبعوث رسمي وأب من الدرجه الثانية
نعم سأمثل دور أباهـ لو للحظات نيابة عنه وليس انتحال شخصية ,
ستكون التجربة ممتعه وستعطيك عودة بعيدة إلى أيام كنت فيها طالبا صغير
تلبس الشماغ على عجل وربما لا تحسن لبسها فتقوم الجده بلفها حول رقبتي ثلاث
حتى لا تسحب أطرافها بالأرض من قصر قامتي
كنت أخرج من البيت متلثما وعلى مدار الفصول سواء كانت الأجواء أجواء صيفا أو شتاء
أكثر شي كان يتعبني بالدراسة وقت فسحة الإفطار
شباك البوفيه الصغير المرتفع البعيد كان انتحارا من أجل الحياة بوجبة إفطار بارده
كان بعيد بعيد جدا
لا يطوله إلا الكبارطوال القامه أم نحن يا طلبة المرحلة الابتدائية وخاصة المراحل الأولى والثانيه والثالثة
نُسحق سحق الحبة بالرحى . كنا نقاتل ساعة ونرفس ساعة
من أجل أن ندخل أن نصل هـه نكاد نلمس يدي المحاسب
لكن فجأة تأتي دوامة بشرية من الخلف فتسحقنا وتوزعنا شتات خارج المعمعة
ولا مدرسين ولا مشرفين ولا أحد يساعدنا نبقى على هذا الحال حتى ينتهي الكبار
من شراء فطورهم .. ومن ثم نذهب إلى الشباك وقبل منها ندحرج بلكه مركونه على جنب
كي نصعد عليها ولنطول يد المحاسب البائع ونستلم منه إفطارنا

وقبل هذا كله

أتذكر الطابور الصباحي كيف كنا نقف صفوفا بعضنا ينعس والأخر سارح شارد الفكر
بعيد عن صوت مستلم الاذاعة الصباحية ( أستاذ الرياضة ) الدب
وهو يردد واحد ثنين ثلاث بصوت نشاز
كنا نومئ بأيدينا إلى الخلف وإلى الورى بكسل ببلاهة والمدرسين يتمشون بين الصفوف
ومن راءوه ينفذ التمارين بكسل ( يخبطونه ) بعنف على ظهره وهو مسرح شارد الذهن
طبعا الخبطه مو أي خبطه لا .. هي كأخر قرعه للعصى الفولاذية لأجراس ساعة BIG BEN

..

المهم ذهبت اليوم مع محمد واستقبلني المعلمين بحفاوة وتكريم وعشت ذكريات تلك الأيام
بعد دخولي عليهم وهم في أول تمارين صباحهم
كانوا أكثر أناقة منا نحن بزماننا
يلبسون ما يحبون وما يشتهون من الثياب إلى ملابس الرياضة والبدلات العادية
لكن هي هي رأيتها أيدي تلوح ووجوهـ أغلبها غير راضي
عليها علامات استفهام تقول لماذا نحن هُنا , و ما هذا الذي نعمله ..؟

.. الطابور الصباحي ..!! Wh_255736187

زائر

مشكوووووووووووووووورررررررررررررررر

منوووووووووووور الموضووووووووع